إكتشاف بروتين يشخص سرطان المبيض "القاتل الصامت"!
رصد وترجمة: Elissar News
توصل الباحثون إلى اكتشاف بروتين جديد لديه إمكانية حقيقية لإنقاذ حياة الآلاف من النساء.
ويُعرف سرطان المبيض من قبل الكثيرين بأنه "القاتل الصامت"، وتقدر جمعية السرطان الأميركية أن 22،240 امرأة سيشخص لديهن سرطان المبيض هذا العام، وسيموت منهن حوالي 14،070 منهن بسبب هذا المرض.
ومن الصعب اكتشاف الأعراض المبكرة عادة أو ربطها بهذا المرض، مثل عسر الهضم وعدم الراحة في أسفل البطن، ما يعني أنه من الصعب تشخيص المرض مبكرا ومعالجته قبل أن ينتشر المرض.
الدراسة
وأوضحت الدكتورة بربارا غوين Dr Barbara Guinn، الباحثة في هذا المجال، وأخصائية المناعة السرطانية في جامعة هال في المملكة المتحدة في بيان:"تأتي غالبية حالات تشخيص سرطان المبيض خلال المرحلة الثالثة، عندما يصبح السرطان منتشرا إلى مناطق أخرى من الجسم ، وهذا الأمر له تأثير مباشر على فرص بقاء المرضى على قيد الحياة".
والفحص الجديد يحاول الباحثون أن يطوروه ليستخدم باستعمال بول المرضى، ما يمكن تشخيص المرض في مراحله الأولية، وقالت غوين: "يمكن أن يعني تشخيص المرحلة الثالثة أن معدلات البقاء على قيد الحياة تنخفض إلى 20 بالمئة، ولكن مع الكشف المبكر، يمكن زيادتها بشكل كبير إلى حوالي 90 بالمئة، وفي كثير من الأحيان، لا تدرك النساء أنهن مصابات بالمرض إلا بعد فوات الأوان، ويتم تشخيصهن في المرحلة الثالثة، عندما تبقى واحدة من كل خمسة على قيد الحياة لمدة خمس سنوات".
سرطان المبيض
ليس لسرطان المبيض أعراضا يمكن أن تشير إلى وجوده، لذا فهو يكتشف في مراحل متأخرة، وتتشابه أعراضه مع حالات أخرى مثل ألم في المعدة، والانتفاخ، والشعور بالامتلاء بشكل غير عادي بعد تناول الطعام، وآلام في البول، والإلحاح وزيادة تواتر التبول.
تقول كاثرين تايلور من Ovarian Cancer Action: "ومع ذلك ، يمكن أن تكون الأعراض غامضة"وأضافت:"أعرف ما هو المعتاد بالنسبة لك. إذا كانت الأعراض الخاصة بك مستمرة، لا تستجيب للعلاج أو التغيير ، احتفظي بمذكرة يومية وتابعي مع طبيبك العام".
أما عن عوامل الخطر، أشارت تايلور إلى أن وجود أم أو خالة (عمة) مصابة بسرطان الثدي أو المبيض، خصوصا إن كانت دون سن الخمسين عند تشخيص سرطان المبيض، أو 40 مع سرطان الثدي، يعني أن المرأة أكثر عرضة للإصابة بالسرطان وأنها تحمل BRCA وهي طفرة جينية (مثل الممثلة أنجلينا جولي)، ويمكن للرجل أيضا أن يكون حاملا للجين ويمررها لأطفاله.
تقول تايلور إن "فرصة وراثة جين BRCA هي واحدة من كل اثنين. وتشمل عوامل الخطر الأخرى بدء الدورة الشهرية في سن مبكرة - حيث يزيد الخطر من عدد مرات حدوث الإباضة، ولهذا السبب ، فإن استعمال حبوب منع الحمل، إنجاب الأطفال والرضاعة الطبيعية تقلل من مخاطر الإصابة بهذا المرض.
وبالتالي، تأتي أهمية الفحص الإستباقي لتزداد فرص النجاة من هذا القاتل الصامت، وأشارت الدراسة إلى أنه اكتشف المؤشر الحيوي biomarker الجديد، الذي أطلق عليه اسم "بروتين سرطان المبيض" ovarian cancer protein في الأنسجة، 18 بالمئة من المرحلة الأولى من السرطان ، و 36 بالمئة من السرطانات في المرحلة الثانية وهذا الأمر يمكن أن ينقذ آلاف الأشخاص.
المؤشر الحيوي
ويقوم الفريق حاليا باختبار المؤشر الحيوي في عينات البول من النساء المصابات بسرطان المبيض لمعرفة ما إذا كان يحتوي أيضا على هذا البروتين ومن المقرر نشر النتائج في وقت قريب.
وإذا نجح هذا الأمر، يأمل الفريق أن يتوفر اختبار بسيط للبول خلال السنتين أو الثلاث سنوات القادمة وأن يتم توفيره إلى جانب الفحوصات الطبية المنتظمة الأخرى.
وأضافت غوين: "إن أكبر أمل لدينا هو أن نعثر على هذا البروتين في البول وسيوفر طريقة لفحص المرضى الذين يذهبون إلى العيادة الخاصة بالنساء ويتم فحصهم لسرطان الثدي، وسيقومون بإجراء اختبار لسرطان المبيض".
وتابعت"سيساعدنا ذلك في تأكيد تشخيص سرطان المبيض في المراحل المبكرة، نحن في الخطوة الأخيرة، نحن قريبون جدا".
آراء خبراء
وقال الرئيس التنفيذي للجمعية الخيرية Target Ovarian Cancer charity في المملكة المتحدة أنوين جونز Annwen Jones: "الكشف المبكر عن سرطان المبيض هو بمثابة (الكأس المقدسة) the holy grail ، وتبين الأبحاث التي تُجرى في المؤشرات الحيوية الجديدة وعودا عظيمة، ونتطلع إلى مستقبل يتم فيه تشخيص المزيد من النساء في أقرب وقت ممكن".
من جهتها، كانت الجمعية الخيرية Ovarian Cancer Action حذرة في تفاؤلها حول هذا الإكتشاف المثير وأوضحت في بيان: "في حين أن العديد من هذه الدراسات تظهر وعودا مبكرة مثيرة، فإن تحديد البروتينات في عينات الأنسجة في المختبر هو أبسط بكثير من تحديد هذه الخلايا في جسم الإنسان، وإلى أن يتم الاختبار التشخيصي خلال المراحل الكاملة للاختبارات في الحيوانات والناس، لا يمكننا التأكد من أنه يعمل فعلا".
المصادر: Ovarian Cancer Action ، The Telegraph، Target Ovarian Cancer charity، ووكالات