أبقار تحمل جرثومة الجمرة الخبيثة من تركيا إلى لبنان... والزراعة تنفي!
إليسار نيوز: Elissar News
انتشر على مواقع التواصل الإجتماعي خبر مفاده أن أبقارا تحمل جرثومة "الجمرة الخبيثة" في طريقها إلى لبنان من تركيا!
وقد كتب الصحافي المتخصص في الشؤون التركية يوسف الشريف، على حسابه الخاص على موقع التواصل الإجتماعي "توتير"، المنشور التالي: "سفينة محملة بالأبقار المشتبه في إصابتهم بجرثومة الجمرة الخبيثة - الانثراكس - تغادر ميناء اسطنبول بعد عدم السماح لها بالبقاء، تتجه الان إلى ميناء بيروت - لبنان رغم أن أوراقها كانت تقول ان وجهتها جبل طارق! للعلم والحذر"! وقد أرفق الشريف التعليق هذا مع صورة لإحدى البواخر التي تسمى "رحمة".
هذا المنشور أثار ريبة الكثيرين على مواقع التواصل الإجتماعي، مبدين التخوف من وصول السفينة وإفراغ حمولتها في لبنان، خصوصا وأن معلومات أفادت أن الباخرة "رحمة" من المتوقع أن تصل إلى لبنان يوم الأحد المقبل، وفقا لمعلومات عن حركة السفن في المرفأ.
وفي هذا المجال، أفاد مصدر من وزارة الزراعة أنه " ممنوع في لبنان دخول أي باخرة محملة بالمواشي الا اذا كانت وجهتها لبنان فقط، ويعمل الموظفون في الوزارة على التدقيق جيدا بأوراق البواخر قبل الموافقة على الإدخال كما أن هناك علم وخبر مسبق بوصول أي شحنة مواشي، فضلا عن أن هناك قرارات واضحة من وزارة الزراعة ورقابة مشددة حول أي شحنة مواشٍ أو لحوم تصل إلى لبنان ويشترط أن تكون وجهتها الأولى والاخيرة لبنان، وقد تم رفض بواخر عديدة في الماضي، وأكد المصدر أن هناك علم وخبر من قبل التاجر قبل شحن المواشي من مصدرها وهي دول هناك اتفاقية معها وخالية من الأمراض السارية وهو عادة من البرازيل".
ولفت إلى أن "المنظمة العالمية للصحة الحيوانية OIE - World Organisation for Animal Health تتابع وتراقب هذه الحالات عن كثب
وتابع المصدر "مدة الشحن تتجاوز ثلاثين يوما، ومرض الجمرة الخبيثة تستغرق فترة الحضانة ما بين 7 و14 يوما، وأعراضه تظهر للعيان على صورة تقرحات وينتشر بسرعة، ومن المؤكد أنه خلال هذه الفترة فستنفق كافة المواشي المصابة، وأن أي شحنة بعد دخولها لبنان، تخضع لفحوصات روتينية وإن كان لدى الوزارة أي شك فهي تخضع للحجر الصحي quarantine".
موقع تركي
ووفقا لمقال في الموقع التركي SÖZCÜ، فإن الباخرة التي تحمل العلم البنمي كانت قد رست في ميناء Çeşme التركي، بسبب عطل في المحركات، وتم استبدال القطع واشتبه باحتوائها على ماشية تحمل جرثومة الجمرة الخبيثة، وبأن وزارة الزراعة والغابات التركية أكدت أن هذه الإدعاءات عارية من الصحة، وتابعت الصحيفة كان من المتوقع أن تتجه إلى مضيق جبل طارق لكنها تتجه بالمقابل في الإتجاه المعاكس إلى بيروت، ومن المتوقع أن تصل وفقا للصورة المرفقة في 16 أيلول/ سبتمبر الساعة السادسة مساء.
الوكالة الوطنية للإعلام
وفي هذا المجال، وفي خبر نشرته الوكالة الوطنية للإعلام، طمأن وزير الزراعة غازي زعيتر في اتصال مع الوكالة اللبنانيين بأن "الباخرة المحملة بأبقار مصابة بمرض "الجمرة الخبيثة" لا يمكن أن تدخل لبنان، فهي ستصل إلى بيروت وتغير طاقمها خارج المرفأ من دون أن تدخله".
وأنه نقلت بعض المواقع الالكترونية خبرا عن أن السفينة "رحمة" غادرت مرفأ اسطنبول بعد منعها من تفريغ حمولتها من الأبقار المشتبه بإصابتها بجرثومة "الجمرة الخبيثة" (الانثراكس) على أن تصل غدا الأحد إلى مرفأ بيروت، على رغم أن أوراقها تظهر ان وجهتها جبل طارق. ووضعت المواقع الخبر بـ"رسم السلطات اللبنانية المعنية".
من جهته، قال المدير العام للجمارك بدري ضاهر ل"الوكالة": "حتى الآن لا توجد أي باخرة محملة بالأبقار متوجهة من تركيا إلى بيروت. وفي حال وجود أي شبهة لأي باخرة في المياه الإقليمية اللبنانية، فإن الجمارك تتوجه اليها على مسافة 12 ميلا في المياه وتقوم بإجراء ما يلزم".
كما نفى رئيس مصلحة التصدير والاستيراد والحجر الصحي الدكتور يحيا خطار "الشائعة جملة وتفصيلا، فهي تفتقد حتى لأي أساس علمي"، موضحا أن "الباخرة المذكورة وصلت إلى تركيا من البرازيل قبل عيد الأضحى وكانت محملة بأبقار برازيلية". وقال: "حتى من الناحية العلمية والطبية البحتة، الرحلة من البرازيل إلى تركيا تحتاج إلى ما يقارب 25 يوما للوصول، في حين أن فترة الحضانة لجرثومة الجمرة الخبيثة تمتد من أسبوع إلى 14 يوما، بالإضافة إلى أن لا باخرة محملة بالأبقار ستصل أصلا إلى مرفأ بيروت آتية من تركيا".
وأضاف خطار: "أي تاجر لا يستطيع استيراد المواشي إلا بعد الاستحصال على العلم والخبر من السلطات اللبنانية المعنية، وبالتالي أي باخرة على متنها مواش آتية من البرازيل عبر المحيط الأطلسي وصولا إلى البحر المتوسط، في حاجة إلى أكثر من ثلاثة أسابيع، وفي حال وجود هذه الجرثومة، كل من على متنها سيكونون في عداد الموتى".
وشدد على أن "أي مواش حية تصل إلى لبنان يتم فحصها من خلال إجراء كل التحاليل الطبية اللازمة، فمن غير المقبول التساهل في هذه المواضيع. وكل باخرة تدخل إلى المياه الإقليمية اللبنانية تخضع لمراقبة سيرها من بلد المنشأ حتى البلد المقصود، ولا يمكن لأي باخرة محملة بالمواشي أو غيرها أن تصل إلى بلد ما وتعود إلى لبنان إلا إذا كانت السلطات اللبنانية على علم بها، وكانت من الأساس ستتوجه بمرحلة ثانية إلى لبنان".
وعن وصول تلك الباخرة إلى لبنان قال خطار: "ستصل إلى مرفأ بيروت فارغة لسبب إداري بحت يتعلق بتغيير الطاقم، وما يتم الحديث عنه بخصوصها لا علاقة له بلبنان بل بأمور تجارية بين التجار في تركيا".
ودعا وسائل الإعلام إلى "توخي الدقة والحذر في نشر الأخبار والتأكد منها من المعنيين".في كل الأحوال، في حال صحة هذه المعلومات، فإن الأمر يتطلب تحركاً سريعاً من قبل الجهات المعنية في لبنان، تجنّباً لكارثة كبرى قد تحل على اللبنانيين. ويبقى ألأمر رهن بهم لتبيان حقيقة الأمر إلى الراي العام اللبنانية.