البروفسور اللبناني حسين توبي يتغلب على سرطان الميلانوما القاتل!

مشاركة


صحة وجمال

رصد وترجمة Elissar News

      

تعتبر الميلانوما، Melanoma نوعا من سرطان الجلد الأكثر فتكا، يبدأ على شكل يشبه الشامة Mole، وهو من أكثر أنواع السرطان التي تتفشى في الأعضاء الحيوية في الجسم كالرئة والكبد وتصل بعدها إلى الدماغ، حيث يمكن استعمال العلاج الكيميائي والإشعاع والكورتيزون لتخفيف الأعراض ولكن هذا المرض بعد تفشيه يقلل من فرص نجاة المصابين به إلى أسابيع أو أشهر.

في هذا المجال، ووفقا لدراسة نشرت في The New England Journal Of Medicine، ولمقالة إضافية نشرت في الدورية العلمية نفسها، تمكن البروفسور حسين توبي من بلدة عيترون الجنوبية من علاج سرطان الميلانوما القاتل بالعلاج المناعي، بعد تفشيه ووصوله إلى الدماغ، ما ساهم بزيادة معدل الأعمار لدى 82 بالمئة من المرضى.

الدراسة

واعتمد توبي والفريق العلمي دوائين يعتمدان تحفيز الجهاز المناعي، لدى 94 مريضا في 28 مركزا طبيا في الولايات المتحدة الأميركية، وهما Ipilimumab وNivolumab وهما نوعين من الأدوية ينتميان لمجموعة من الأدوية المعروفة باسم  Checkpoint inhibitors وهي علاجات تعمل على كبح البروتينات التي تمنع الجهاز المناعي من مهاجمة الخلايا السرطانية، وقد ساعدت في كبح العديد من السرطانات القاتلة ومنها الميلانوما وأورام في الرئتين والكلى، لكن هذه الأدوية لا تساعد جميع المرضى، ولكن عندما تعمل، فالنتائج يمكن أن تكون مميزة.

وقال توبي في مقابلة مع صحيفة The New York Times، أن "الميلانوما هو سرطان يتفشى إلى الدماغ أكثر من معظم أنواع السرطانات، وأقل من 20 بالمئة من المرضى يكتب لهم النجاة بعد سنة وعلاجهم بالعلاجات التقليدية"، وأضاف: "لكن بعد العلاج فقد تمكن 82 بالمئة منهم من البقاء على قيد الحياة بعد السنة الأولى".

ويعتبر علاج السرطان الذي انتشر إلى الدماغ هو مجال جديد لنوع العقاقير المستخدمة في الدراسة.

تغيير طرق العلاج

وأشار توبي إلى أن "النتائج الجديدة يجب أن تغير طرق العلاج" وأضاف: "يجب أن يعطى مرضى الميلانوما مثل الذين في الدراسة تركيبة الدواء كجزء من علاجهم الأولي"، وتابع "يجب أيضا اختبار هذه الأدوية في الأشخاص الذين يعانون من أنواع أخرى من السرطان التي انتشرت في الدماغ"،  وقدر أن "200 ألف شخص سنويا في الولايات المتحدة لديهم أورام دماغية ناجمة عن سرطانات في أجزاء أخرى من الجسم"، ولكنه لفت إلى أن "العلاج الإشعاعي هو جزء مهم من العلاج لدى هؤلاء المرضى" وأضاف: "لا يعمل هذا العلاج على السرطانات التي تبدأ في الدماغ، كما هو الحال لدى السيناتور الراحل جون ماكين ولكن هناك تركيبة من العلاجات التي تختبر في هذا المجال".

واعتبر الخبراء في هذا المجال نتائج الدراسة واعدة للغاية، لافتين إلى أن هذه العلاجات قد لا تنطبق على جميع مرضى الميلانوما، بل على مرضى مصنفين كالذين في الدراسة، بأنهم يعانون من ورم أو أورام دماغية أمكن سبرها بالمسح الدماغي للدماغ إلا أنها لا تتسبب بأعراض.

ويكلف العلاج سنويا 100 ألف دولار، وقد ساهمت الشركة المصنعة للدوائين Bristol-Myers Squibb في الدراسة فضلا عن المعهد الوطني للسرطان The National Cancer Institute في الولايات المتحدة.

رأي خبير

وقال الدكتور جد وولتشوك  Jedd Wolchok، خبير الميلانوما في مركز ميموريال سلون كيترينغ للسرطان Memorial Sloan Kettering Cancer Center في نيويورك ، إن "النتائج قد تم عرضها بالفعل في مؤتمر رئيسي حول السرطان، ومن وجهة نظري فإن هذا الأمر غير طريقة معالجتنا للمرض"، وأضاف: " أوضحت الدراسة أن العلاج المناعي الذي كان يعمل على علاج سرطان الجلد في أجزاء أخرى من الجسم يمكن أن يسيطر أيضا على المرض الذي التقطه المسح بالأشعة في الدماغ".

وأشار وولتشوك إلى أن  أورام المخ لدى أحد مرضاه قد اختفت مع العلاج، ووافق على أن العلاج المناعي يجب أن يُختبر أيضًا في المرضى الذين يعانون من بعض أنواع السرطان الأخرى التي انتشرت في الدماغ.

الرئيس كارتر

أثار العلاج المناعي الأمل في عام 2015 عندما قال الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر إنه استلمها بعد أن انتشر سرطان الجلد في الكبد والدماغ، كما خضع لعلاج الإشعاع كذلك.

وأظهر أحدث مسح إشعاعي له في حزيران/ يونيو عدم وجود أثر للأورام ، حسبما قالت سكرتيرته الصحفية، ديانا كونجيليو، في رسالة بالبريد الإلكتروني. وقد تلقى الرئيس السابق  كارتر العقار pembrolizumab  اسم العلامة التجارية Keytruda ، وهو من هذا النوع من العقارات checkpoint inhibitor التي لم تستخدم في الدراسة الجديدة.

الميلانوما

       يمكن الشفاء في معظم حالات الميلانوما مع الجراحة إن وجد في وقت مبكر، لكن 10 إلى 15 بالمئة من الحالات الجديدة تتطور عندما يتم تشخيصها، وهذا يعني أن المرض قد انتشر بالفعل إلى عضو آخر، مثل الرئتين أو الكبد. ومن بين الحالات المتقدمة ، يوجد أكثر من ثلثها أيضًا أورام انتشرت في المخ، ونحو 75 بالمئة من هؤلاء المرضى يعانون من أورام خبيثة في الدماغ عندما يموتون.

وحتى وقت قريب ، كان المرضى المصابين بالسرطان الذين انتشر في المخ مستبعدين من الدراسات العلاجية، ويرجع ذلك جزئيا إلى أن القليل من أدوية السرطان يمكن أن تصل إلى المخ ، وذلك أن  الأوعية الدموية المبطنة بخلايا تحمي الدماغ من وصول هذه العلاجات.

وعلى الرغم من أن العلاج المناعي والعلاجات الجديدة الأخرى التي تستهدف بعض الطفرات في الجينات قد حسنت بشكل كبير من نجاة المرضى المصابين بالميلانوما، إلا أن المرضى الذين وصلوا إلى الدماغ لا يزالون مستبعدين من تلك الدراسات.

لكن هذا النوع من العقارات أي checkpoint inhibitors تعمل من خلال تمكين الخلايا التائية  T cell وهي نوع من خلايا الدم البيضاء اللمفاوية من مهاجمة السرطان، وهذه الخلايا تدخل الدماغ.

حتى وقت قريب، كان المرضى المصابين بالسرطان المنتشر في الدماغ يعتبرون حالات ميؤوس منها، وقد استبعدوا من معظم التجارب السريرية لعقاقير السرطان الجديدة، وقد ساعد العلاج الإشعاعي والجراحي قليلاً ، لكن أورام الدماغ عادت بشكل عام، وتطور لديهم مشكلة في التفكير والتحرك، واستمروا لأسابيع أو أشهر على الأكثر على قيد الحياة.

يذكر أن لهذه الأدوية آثار جانبية يمكن أن تكون خطيرة وحتى مهددة للحياة، وكان لدى أكثر من نصف المرضى في الدراسة آثار جانبية كبيرة، وقد ترك 20 بالمئة منهم العلاج، فقد عانى البعض من الصداع ، واثنان من تورم في الدماغ، وتوفي أحد المرضى من التهاب في القلب heart inflammation يعتقد أنه ناجم عن العلاج.

حسين توبي

والبروفسور حسين عبد الحسن توبي البالغ من العمر 40 سنة، من بلدة عينترون جنوب لبنان، خريج الجامعة الأميركية في بيروت في العام 1997، وتابع مسيرته العلمية في مجال الطب الداخلي والأمراض السرطانية في جامعة بيتسبورغ University of Pittsburgh ليستلم بعدها منصب "مدير العلاجات الشخصية" Director of Personalized Cancer Therapy في قسم علاج الميلانوما، وينال في ألقاب "أبطال الرعاية الصحية للعام 2015" لقب "طبيب الرعاية الصحية" Health Care Provider Physician وفقا لموقع the Pittsburgh Business Timesحتى انتقاله بعدها إلى تكساس واستلامه منصب الأستاذ المساعد في قسم الأمراض السرطانية ثم إلى منصب مدير الأبحاث في مجال الميلانوما، وقد اعتبرته المجلة العلمية Melanoma Horizons مكسبا لهيوستن.

المصادر: The New York Times، the Pittsburgh Business Times.







مقالات ذات صلة