نزار هاني أكبر من سلطة فاسدة!
"إليسار نيوز" – فاديا جمعة
في السنوات الثلاث الماضية، ما عرفت مدير (محمية أرز الشوف – المدى الحيوي) الناشط البيئي نزار هاني إلا في مواقع العمل، وفي قلب "معادلة خضراء"، عنوانها الاستدامة المستندة إلى فكر خلاق، وإلى فلسفة بيئية لحظت ديمومة الحياة والتوازن بين الطبيعة وحاجة الإنسان، الطبيعة بمختلف قوانينها ونظمها الإيكولوجية، وتبنى خطة عمل استشرافية أوصلت محمية أرز الشوف إلى العالمية، فكانت محط الأنظار وقِبلة سياحية وجمالية يتطلع إليها الباحثون عن فسحة خضراء.
ما عرفت نزار هاني إلا ناشطا لا تفتر همته، وكان لقاؤنا مرات عدة في مؤتمرات وورش عمل، وكنا في مجالسنا الخاصة كإعلاميين بيئيين نتطلع إلى تجربته بعين التقدير، وكنا نتوقع أن يكافأ على ما حقق من إنجازات وما بذل من تضحيات، في تعيمم تجربة محمية أرز الشوف – المدى الحيوي على سائر المحميات في لبنان، كي تتطور لتوفر سبل تقدمها، خصوصا وأن هناك نموذجا قابلا للتعميم وإن بصيغ تراعي خصوصية كل محمية.
بالأمس، علمنا من على مواقع التواصل الاجتماعي أن ثمة قرارا صدر عن وزير البيئة في حكومة تصريف الأعمال يقضي بإعفاء هاني من مسؤولياته في المحمية، صدمنا القرار ولم يفاجئنا في آن، صدمنا لأنه ليس هكذا يكافأ من قدموا نموذجا في حسن الإدارة، ولم نفاجأ لأننا في دولة اللادولة، حيث لا قيمة لتضحية وعطاء، وحيث يدفع الشرفاء أثمانا باهظة في لعبة الكبار.
نزار هاني أكبر من سلطة فاسدة، كان وسيبقى في أي موقع قيمة مضافة وزاد خير في فلسفة البيئة والحياة.