من أثار قضية مرض الليشمانيا في لبنان؟

مشاركة


لبنان اليوم

 

هل ثمة مؤامرة لإبادة الحيوانات الشاردة؟

     خاص Elissar News

         انتشر مؤخرا على وسائل التواصل الإجتماعي بيان مليء بالتناقضات والمغالطات والأخطاء الإملائية والقواعدية وغيرها، وادعى مطلقوه أنه  صادر من "وزارة الصحة والزراعة" في لبنان، حول انتشار مرض الليشمانيا من الحيوانات الشاردة، وهو مرض لم يسمع به معظم اللبنانين، ومن الجدير ذكره، هو أن هناك وزارتين، وهما وزارة الصحة ووزارة الزراعة، ومن المؤكد أن هناك تنسيقا بين الوزارتين خصوصا فيما يتعلق بالأمراض الإنتقالية من الحيوان والإنسان، ولكن لم يحصل أن أصدرا بيانا مشتركا، والدليل أن وزارة الزراعة نشرت بيانا نفت فيه هذا الخبر، وأشارت فيه إلى "أن هذا المرض ينتقل فقط عبر حشرة Sandfly"، ودعت إلى "عدم بث الإشاعات غير الصحيحة، واستقصاء المعلومات قبل نشرها، من قبل الجهات المختصة في وزارة الزراعة"، وختمت البيان "باحتفاظ الوزارة بحقها بملاحقة ناشري الخبر"، بينما تابع موقعنا Elissar News مع وزارة الصحة لكي نوصل الخبر الصحيح للمواطنين وللتخفيف من حالة الذعر التي أصابت البعض، وبدأ البعض بالفعل بحرب شعواء تجاه الحيوانات الشاردة في المناطق.

الخبر الكاذب

   من جهتنا نقتبس هذا الخبر مع وضع الأخطاء التي تضمنها بين هلالين، لنوضح الإدعاءات التي جاء بها: "أعلنت (وزارة الزراعة والصحة) يوم الأربعاء في بيان: أن على المواطنين الابتعاد عن قطط وكلاب الشوارع وان لا يقتربوا من القطط ولا باي شكل من الاشكال. وقررت وزارة الزراعة (إماتت) عشرات الكلاب والقطط التي تبيّن انها تحمل مرضا خطيرا، يمكن ان ينتقل الى الانسان ويكون قاتلا، وذكر بيان الوزارة أن المرض الخطير هو داء الليشمانيات، والليشمينيات  عبارة  مجموعة من الأمراض الطفيلية، التي تتفاوت في حدتها  وشكل ظهورها، فتكون على شكل آفات جلدية تشفى عفوياً (داء الليشمانيات الجلدي) أو تتحول إلى مرض جهازي فتّاك، يعرف بداء الليشمانيات الحشوي"، وتابع البيان: "ونرجع ونكرر المرض قاتل - الرجاء لا توقف الرسالة عندك - لديك اخوة اقارب اصدقاء - مررها لهم"، وحذر البيان: "المرض يضرب جسم الانسان ويــؤدي الــى الوفـاة".

بري... الطفيل غير موجود في لبنان

       وتواصلنا في هذا السياق مع وزارة الصحة، وبالتحديد مع الجهة المختصة، وفي هذا المجال، قالت رئيسة دائرة مكافحة الأمراض الانتقالية في الوزارة الدكتورة عاتكة برّي لـ Elissar News: "مرض الليشمانيا Leishmaniasis عدة انواع، ويعرف النوع الذي يصيب الجلد بـ (حبة حلب) أو (حبة بغداد)، كما أن هناك نوعا يصيب الخلايا الجلدية Cutaneous والجلدية والمخاطيةMucocutaneous ، وهناك نوع أخطر يصيب الأعضاء الداخلية ويسمى الليشمانيا الحشوية Visceral Leishmaniasis، والليشمانيا مرض طفيلي ينقله عدة أنواع من طفيل Leishmania ،  وينتقل إلى الإنسان بعد تعرضه للدغ من أنثى حشرة ليلية تسمى (ذبابة الرمل) Sandfly، وهناك أنواع عدة من هذه الحشرة وتنقل المرض، وتعرف باسم (السكيت) لدى العامة، وهي حشرة صغيرة ولا يتجاوز حجمها ثلث البعوضة العادية، وتلدغ دون أن يشعر الإنسان".

وأضافت: "الحشرة موجودة في لبنان لكن طفيل الليشمانيا بكافة أنواعه غير موجود، وبالتالي لا يمكن أن ينتقل المرض"، وتابعت: "شهد لبنان حالات عديدة إثر النزوح السوري وقد وصلت الأعداد إلى أوجها في 2013، وقد تابعتها الوزارة باستحداث 13 مركزا لعلاجها بالعلاجات المناسبة، ومنذ خمس سنوات لم تسجل إلا حوالي 4 حالات لسوريين كانوا في مناطق موبوءة بهذا المرض، أي في سوريا، ولدى لبنانيين أتوا من سوريا، لذا فقد انخفضت هذه المراكز إلى أربعة"، وأكدت أن "المرضى يأتون من الخارج، واللبنانيون المصابون كانوا في سوريا أو على احتكاك بمرضى مصابين به".

الخط الساخن 1214

وعن إمكانية انتقال المرض من الحيوان للإنسان، قالت بري: "أولا الليشمانيا عدة أنواع، أما النوع الموجود لدى النازحين، فلا ينتقل، وثانيا هناك أنواع منه تنتقل من ذوات الأنياب canines أي القطط والكلاب والذئاب والثعالب، ولكنه ليس موجودا في منطقتنا، وثالثا الحديث عن المرض القاتل الثاني الذي يصيب الأحشاء، لا ينتقل من الحيوانات، وليس موجودا أيضا في منطقتنا، وقد سجلت حالتين نادرتين من الليشمانيا الحشوي في السابق ولم تسجل حالات في السنوات الأخيرة، ولم تسجل إلا حالات جلدية من المرض فحسب، وهي من مناطق يوجد فيها الطفيل، أي مرضى أتوا من مناطق موبوءة في سوريا، ولا يوجد في لبنان، على الرغم من وجود الحشرة الناقلة"، وأردفت: "الخبر لا أساس له من الصحة، وهذا الخبر من الأردن، وكوزارة الصحة يهمني أن لا يأخذ المواطنون أي خبر، عبر مواقع التواصل الإجتماعي، وأن يقوموا بنشره، وإثارة الذعر والبلبلة"، وتوخت من المواطنين "أخذ الحيطة والحذر من هذه الأخبار المنقولة، والإعتماد على موقع وزارة الصحة للبيانات من هذا النوع، وسؤال المراجع المعنية والإتصال بالخط الساخن 1214، للإبلاغ عن حالات أو للإستفسار عن مثل هذه الأخبار، خصوصا لجهة الإشاعات المغرضة، وكل ما نعلنه من هذا النوع من الأخبار يكون عبر بيان رسمي موجود على موقع الوزارة، ويوزع على وسائل الإعلام".

وهنا نثير التساؤلات التالية، من أثار قضية مرض الليشمانيا في لبنان، وهل ثمة مؤامرة لإبادة الحيوانات الشاردة، عبر إثارة الخوف من مرض السعار من جهة، ومن الليشمانيا من جهة ثانية، وهل ستتابع الوزارات وخصوصا وزارة الزراعة، التحقيق في هذه الأخبار ومن يحاول إثارة الذعر بنشرها وبهذه الصورة، وصولا لعقاب المرتكبين؟ نضع هذه التساؤلات لدى المعنيين، ونأمل من المواطنين أن يتابعوا الأخبار الصحيحة عبر البيانات الرسمية الصادرة منها وعبر مواقعها أو وسائل الإعلام المعنية.

 

 

      







مقالات ذات صلة