قتل ضبع في المنية... الإبادة مستمرة والجهات المعنية تتحرك!

مشاركة


خاص اليسار

Elissar News – فاديا جمعة

لم نتخطَّ إلى الآن دائرة المحظور في علاقتنا مع الطبيعة، ولا نزال نمعن في استنزاف مواردها وضرب مقوماتها واستهداف نظمها الإيكولوجية، ولم نرتقِ إلى مستوى التحديات ونحن نخسر تنوعا بيولوجيا هو بعض ثروة لبنان، حيث تُقتل وتُباد حيواناتها البرية، فقط لغرض التباهي و"عرض العضلات" على مواقع التواصل الاجتماعي، علما أن أجدادنا تمكنوا في حدود كبيرة من التصالح الطبيعة، لكن اليوم، ورغم تقدم العلم وتطور المعرفة، نجد أن الجهل ما زال مستحكما لدى كثيرين، فالقتل صار نوعا من رياضة وترفيه، فيما كان في الماضي سبيلا للاستمرار وحاجة للبقاء، وكانت دورة الحياة قائمة ضمن توازن كرسته معادلة الأجداد على قاعدة المثل المعروف: "لا يموت الذئب ولا يفنى الغنم".

ما استوقفنا في هذا السياق، ما عرضته "صفحة جمعية بيت الصياد"، حيث نشرت صورة لشاب يافع يحمل بندقية صيد في كتفه، ويعرض ضبعا مخططا ممسكا به من أذنيه، وقد بدا أنه لاقى حتفه نظرا لوجود بعض الدم على فروته، وقد علقت الصفحة بالتالي: "هيدا إجرام بحق الطبيعة، في منطقة المنية في أحد البساتين"، لتتوالى بعدها التعليقات المستنكرة هذا "التعدي السافر على الحياة البرية".

وعن التفاصيل، أكد رئيس "جمعية بيت الصياد" أحمد حسون لـ "إليسار نيوز" أنه "بحسب ما انتشر على مجموعات مواقع التواصل، أن الضبع قتل في أحد بساتين المنية"، في شمال لبنان.

ويهمنا ان نشير، ولا سيما لمن لا يعلم بعد، أن الضبع المخطط حيوان بري شديد الخوف من الإنسان، ولم نسمع أن ضبعا افترس إنسانا، بل على العكس لطالما طارده الإنسان وقتله".

تعيش الضباع كما الحيوانات اللاحمة في البرية وقريبا من الإنسان، كما أن التمدد العمراني في المشاعات والقرى جعلنا أكثر قربا منها، وهي تقتات على الجيف والنفايات وتخلصنا منها فلا تتحول إلى بؤر للتلوث والأمراض، ودورها أساسي في النظم البيئية وتوازنها واستدامتها، وقتلها يؤدي إلى اختلال المنظومة البيئية.

لذلك وفقا لقانون حماية الحيوان الموقع من رئيس الجمهورية نرى ضرورة قصوى بأن تتحرك الوزارت المختصة البيئة والزراعة والداخلية والاجهزة الأمنية والقضائية، فضلاً عن البلديات، وتتحمل مسؤولياتها تجاه ظاهرة التفلت والتعديات السائدة على الحياة البرية وعلى الحيوانات والطيور والكائنات البحرية والتي بلغت حداً يهدد التوازن البيئي في لبنان.

ونرى ايضا أنه على الجميع أن يعي أن الصحة العامة وسلامة هوائنا وجودة تربتنا ووفرة المياه مرتبطة جميعها بسلوكياتنا، خصوصا وأن استدامة الطبيعة لا تكون الا بحماية جميع عناصرها.

تجدر الإشارة في هذا المجال إلى أن الأجهزة الأمنية بدأت التحقيق في هذه الواقعة، فضلا عن أن وزارة البيئة بصدد الإيعاز لمتابعة الأمر مع سائر الجهات المعنية، وفق ما أكد ناشطون لموقعنا.

 







مقالات ذات صلة