Elissar News

لا نعرف ما الجدوى من أخذ التفتيش المركزي دوره في مراقبة مؤسسات الدولة، إذا كانت النتيجة تمييع وتغطية مخالفات موصوفة، وهذا ما يصح في واقعة "تفقيس البيض" وتربية الدجاج والفري في كنف مؤسسة كهرباء لبنان، التي أصدرت بيانا بالمناسبة نرى أهميته في اعتراف المؤسسة بوجود "ميني مزرعة" في مبنى إدارة رسمية عامة هي ملك جميع اللبنانيين والمفترض أن تكون لها حرمة لعدم المس بهيبة الدولة.

وما ساقه البيان في بعده "التبريري" جاء فاضحا أكثر من تربية الدجاج، إذ لا شيء يسوغ فعلا من هذا النوع، أيا كانت الأسباب والحيثيات، وليس بغريب إلقاء المسؤولية على فرد في المؤسسة وتقديمه "كبش فداء" على مذبح الفساد.

وما يثير الدهشة أن البيان علق هذا التجاوز على شماعة الإعلام، وبدا للحظة أن ثمة فضائية لبنانية ومواقع ومن بينها موقعنا elissarnews.org هي موضع اتهام لأنها سلطت الضوء على ما ضجت به وسائل التواصل الاجتماعي، فأي منطق هذا؟ وأي استخفاف بعقول الناس؟ وأية فضيحة؟

البيان

وجاء في البيان: "تعقيبا على ما أثير في مختلف وسائل الإعلام حول (تربية دواجن) في المبنى المركزي لمؤسسة كهرباء لبنان، وحيث أعطي الموضوع أكثر من حجمه بكثير وتسبب بأضرار معنوية كبيرة للمؤسسة، تؤكد مؤسسة كهرباء لبنان أن المديرية العامة عمدت، وفور تبلغها من التفتيش المركزي بالموضوع ، الى إحالته الى جهاز المراقبة العامة في المؤسسة لإجراء التحقيق اللازم وإيداعها النتيجة في أسرع وقت ممكن".

وأضاف: "أودعت المراقبة العامة المديرية العامة تقريرها بتاريخ 31/7/2018 وجاء فيه أنه تبيّن بعد إجراء التحقيقات اللازمة وجود بعض الطيور منذ حوالي ثلاثة أشهر فقط في حمام المشغل التابع لمديرية الشؤون المشتركة والموجود في الطابق السفلي الثالث (المرآب)، بحيث لا يمكن لأي مستخدم يمر من أمام المشغل أو يقوم باستعمال آلات ضبط الدوام في الطابق التنبّه أو ملاحظة هذه الطيور. كما تبيّن أن هذا العمل لم يكبد المؤسسة أي خسائر مادية وهو فردي بحسب الإفادة الخطية للعامل الذي قام به والذي أكد أن لا شركاء له".

وأردف البيان: "بناء على تقرير المراقبة العامة، تم اتخاذ ما يلزم من إجراءات مسلكية في حق العامل المذكور، إضافة الى إجراءات إدارية أخرى تجنبا لتكرار أعمال مماثلة تشوّه صورة المؤسسة. وقد أودع التقرير المذكور الأجهزة الرقابية المعنية، فيما أبقت المراقبة العامة الملف مفتوحا في حال توفرت أي معلومات أو معطيات جديدة على هذا الصعيد، حيث سيصار الى اتخاذ الإجراءات الإدارية اللازمة في حينه".

وختم: "تتمنى مؤسسة كهرباء لبنان على وسائل الإعلام الكريمة عدم إعطاء هذا الموضوع، على أهميته المعنوية، أكبر من حجمه، حيث أنه لم يرتب أي خسائر مادية على المؤسسة".

استباحة مرفق عام

إذا أردنا مناقشة البيان، يتبين لنا خلاف ذلك، فمشاهدة الفيديو والصور التي نعرضها في سياق موضوعنا، يظهر وجود "خم دجاج" و"فقاسة بيوض" وأقفاص فيها طيور وثمة إضاءة من كهرباء المؤسسة، ما يدحض مقولة أن لا خسائر مادية ترتبت على ذلك، وإذا سلمنا أن الغرفة هي حمام كما جاء في البيان، فهل يسقط ذلك استباحة هذا المرفق العام؟ وهل من الطبيعي تعطيل جزء من هذا المبنى لصالح تجارة خاصة؟

ومن ثم لدى مشاهدة الفيديو نسمع بوضوح صوت "الصيصان" أفلا يعقل أن لا يصل صوتها إلى أي كان من المارة، مواطنين أو عاملين في المؤسسة؟

في السياق عينه، وردتنا صورة للغرفة التي تحولت "خم دجاج" تظهر مرور أشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة ومواطنين وهم ينتظرون أمام المصعد، ما يؤكد أن الغرفة ظاهرة للعلن.

والمعيب أن ينحدر مستوى التخاطب على مواقع التواصل الاجتماعي ولا سيما من قبل مسؤولين في أقسام المركز، والتشهير والتهكم على الإعلام للتورية عن فشلهم ومسؤوليتهم المعنوية، وإذا كان المسؤولون هم بصدد متابعة التحقيق، فعليهم بعرض محتوى الكاميرات الموجودة عند مداخل المؤسسة، لكشف ومعرفة كل من ساهم في هذه المهزلة.