"إليسار نيوز" ينشر النص الكامل لكلمة الدكتور معين حمزة

مشاركة


لبنان اليوم

Elissar News

يعتبر المجلس الوطني للبحوث العلمية أن بحوثه حول تلوث البحر في لبنان هي من المشاريع التي تتسم بالأولوية وأن إصدار النتائج العلمية الموثوقة التي يتابعها مركزه لعلوم البحار، من شأنها أن توضح حال الواقع البيئي وأثره على نوعية الحياة في المنطقة الساحلية.

استطاع المجلس الوطني للبحوث العلمية بفضل الباخرة العلمية "قانا" المجهزة بأفضل التقنيات، إجراء المسح للشاطئ اللبناني وللأعماق، بالإضافة إلى تطوير برامجه في دراسة تلوث الشاطئ اللبناني وأثره على الحياة البحرية والتنوع الحيوي والثروة السمكية.

تتسم النتائج التي سوف نُقدّمها اليوم بالمواصفات التالية:

أولاً: في أخذ العينات

لم نأخذ العينات من مصبات المياه الآسنة الموجودة بكثافة على طول الشاطئ، أوبقرب التجمعات الصناعية، أو مكبات النفايات الصلبة، نظراً لكونها ملوثة للبحر وللبر ولا تحتاج إلى تحليل.

لم نأخذ عينات من المسابح الخاصة، فليست لدينا صلاحية لإجراء هذه التحاليل، بينما تقع المسؤولية المباشرة على مالكيها في إجراء الفحوصات المخبرية الدورية في مختبرات معتمدة، والإعلان عنها يومياً على مداخل منشآتهم.

تعرض النتائج معدلات تحاليل وتقييم امتد لفترة 30 شهراً. فقد تم تجميع العينات بأفضل الطرق العلمية المعتمدة عالمياً، من المناطق العامة والمسابح الشعبية، على طول الشاطئ، وشمل ذلك 25 نقطة ثابتة، تمت دراستها بشكل منتظم ودوري من أجل تبيان أهليتها للنشاط البحري والسياحي.

ثانياً: يهمنا التوضيح والتأكيد صراحة أن ما سوف نعرضه لا يعطي أي مبرر لحال التدهور البيئي الذي يعاني منه الشاطئ اللبناني، بسبب: 

المياه الآسنة الموجودة بكثافة على طول الشاطئ اللبناني

المكبات العشوائية للنفايات الصلبة

النشاط الصناعي المتزايد على الشاطئ

غياب التنظيم المدني لملائمة التزايد العمراني

إن النتائج التي سوف تُعرض تحمل قيمة زمنية ومكانية محددة، ولا يمكن تعميمها في جميع الأوقات، ولا بد من الإشارة إلى احتمال حدوث تغيرات فجائية في نوعية مياه البحر سلباً في حال تسربت إليها مصادر جديدة للتلوث أو أيجاباً في حال وضع حد لهذه المصادر.

 كما أن النتائج تستعرض بوضوح المناطق الآمنة بيئياً وصحياً من ناحية التلوث الجرثومي، ونسب المعادن الثقيلة الموجودة بتركيزات أدنى من النسب المسموح بها عالمياً في عضل الأسماك وبعض الصدفيات والقريدس، بالاستناد إلى تحاليل علمية موثوقة وعلى فترات زمنية ناهزت 3 سنوات.

ثالثاً: تتوفر في المجلس الوطني للبحوث العلمية إمكانيات علمية وتقنية مميزة من شأنها توسيع  رقعة نقاط الدراسة لتشمل عشرات النقاط الإضافية على الشاطئ ، مما يتطلب:

تفويضاً واضحاً من الحكومة اللبنانية بهذه المهمة العلمية المتخصصة.

توفر الموارد البشرية للقيام بهذه المهمة على مدار أشهر السنة وإعلان النتائج الدورية للرأي العام بشفافية تامة.

قبل المباشرة بعرض النتائج التي يتطلع لها الرأي العام، أود أن أشكر ممثلي وسائل الاعلام على اهتمامهم بهذا الحدث، وأؤكد أن العلميين اللبنانيين يتمتعون بالكفاءة التي تؤهلهم كأقرانهم في الدول الكبرى، للعب دور أساسي في مجابهة التحديات البيئية وخدمة المجتمع.

كما أتمنى على وسائل الاعلام التحقق من صدقية المعلومات التي تصلهم بوسائل مختلفة، قبل نشرها، حفاظاً على الأمن الاجتماعي والبيئي وانعكاساته المعيشية على مختلف فئات المجتمع.







مقالات ذات صلة