إكسير الشباب من الديدان... يكافح الشيخوخة!
I. Chin-Sang

مشاركة


البيئة تنوّع بيولوجي

خاص Elissar News

حاول الناس منذ قديم الأزمان البحث عن نبع الشباب، وإيجاد الطرق لإطالة العمر والسيطرة على الشيخوخة، وتتوقع مصادر اقتصادية أن تصل قيمة هذا السوق من المستحضرات التجميلية السطحية والمستعملة كحقن، واتباع أنظمة غذائية، وغيرها في العام 2019 إلى ما يزيد عن 192 مليار دولار، خصوصا وأن معدل الأعمار قد ارتفع ما يمهد لانتعاش مطرد وسط تشكيك من العلماء والباحثين بنجاعة هذه الأساليب المتبعة.

وفي هذا المجال حاول علماء المساعدة في دراسة بيولوجيا التقدم في العمر مبتدئين من الخلايا، وذلك بدراسة نوع من الديدان!

الديدان وفهم الشيخوخة

في هذا السياق، قال البروفسور المساعد في جامعة "نورث إيسترن للعلوم" Northeastern University College of Science في بوسطن في ولاية ماساشوستس الأميركية الدكتور خافيير أبفلد Javier Apfeld "نحاول دراسة العلاقة بين الأحداث الخلوية الناتجة عن التقدم في العمر، وتأثيرها على تقدم الشيخوخة في الكائنات المتعددة الخلايا، وقد وضعنا منهجيات معينة لقياس التقدم في العمر وذلك في الديدان الخيطية من نوع Caenorhabditis elegans، وهذا النوع من الديدان يستعمل في الكثير من الدراسات، وذلك لكون متوسط أعمارها أسبوعين وتحتوي حوالي 700خلية.

وقال أبفلد: " الديدان نموذجية للعمل في مجال دراسة الشيخوخة،كونها تعيش نحو أسبوعين فقط، وبذلك يمكننا وبتكلفة زهيدة القيام بالتجارب بسرعة، ومن الجدير ذكره أن العديد من الجينات التي تؤثر على عمر الديدان تؤثر على عمر الكائنات الحية الأخرى، لذا فالديدان قد تمكننا من فهم الشيخوخة بصورة أسرع وأوضح"، وأضاف: "من خلال العوامل المساهمة في إطالة أو تقصير حياتها ودراسة تأثير البيئة على جينات وحياة هذه الديدان، وإذا كان هناك حدود معينة لمدى حياتها، ويمكن لهذه الأجوبة أن تساعد في العمل على أدلة وطرق لزيادة طول العمر لدى البشر، ومكافحة عوامل الشيخوخة".

ويصف أبفلد بدايات اهتمامه بمجال علم الشيخوخة عندما كان  طالب دراسات عليا في جامعة كاليفورنيا، إثر محاضرة لباحثة البيولوجيا الجزيئية سينثيا كينيون Cynthia Kenyon حول نوع من الديدان لديها طفرة في جين معين تمكنها من البقاء على قيد الحياة ضعف تلك التي بدون هذا الجين، وقال" كاد رأسي ينفجر ،كان أمرا لا يصدق"، وبدأ من وقتها العمل على عملية "ريدوكس" Redox، وهي عملية جامعة بين عمليتي "الأكسدة" Oxidation و "الإختزال" Reduction،أو وفقا لوصفه لها بأنها تشبه "سوقا للإلكترونات داخل الخلية"، وبأن عملية تبادل الإلكترونات بين الجزيئات من بروتينات تؤثر على مسار شيخوختها!

الغلوتاثيون إكسير الشباب

ويوضح أبفلد أن "الأكسدة هي عملية بيع الإلكترونات، والإختزال أو عملية شرائها، ويمكن للعديد من العوامل اطلاق هذه العملية، بما في ذلك أي تغير طارئ حول الكائن الحي مثل السموم والتغيرات في البيئة ونوع النظام الغذائي، وعندما تتعرض هذه التجارة المجازي لنوع من الفوضى فإن الأمراض المترتبة عن تقدم السن، كالسرطان، أمراض القلب، السكري، الألزهايمر والباركنسون تحصل وقد أظهرت الأبحاث العلاقة بين أكسدة البروتينات والأمراض المختلفة"، مؤكدا أنه "بمحاولة ربط العمليات التي تتحكم بأكسدة البروتينات على مستوى الخلايا والعمر، يمكننا فهم أسباب الشيخوخة ".

وباستعمال تكنولوجيا استشعار الفلورسنت fluorescent sensor technology الجديدة، تمكن أبفلد من قياس الأكسدة وبدقة في الخلايا الحية، أما بالنسبة للدراسة الجديدة البحث فتتعلق بدور مركب  موجود في الخلايا النباتية والحيوانية ومنها الديدان والبشر اسمه الغلوتاثيون Glutathione، وهي مادة ينتجها الجسم عن طريق الكبد، كما وتوجد في العديد من المواد الغذائية، كما يلعب دورا مختلفا في التحكم بالأكسدة، أي تضخيمها أو تخفيفها وفقا لعوامل معينة، ويتمحور بحث أبفلد حول ما يحفز هذا النظام، وكيف تؤثر الأكسدة من الطبيعة الوظيفية للبروتينات المتضررة، ما يمكن أن يغير من دور الأكسدة في الأمراض المرتبطة بالعمر فضلا عن آثار تلقي العلاجات مثلا استخدام الفيتامينات وأنواع المكملات الغذائية المضادة للأكسدة المختلفة.

ويساهم الغلوتاثيون في العديد من العمليات الحيوية في الجسم، بما في ذلك بناء المواد الكيميائية والبروتينات اللازمة في الجسم، والجهاز المناعي وإصلاح الأنسجة المتضررة، ولوقاية الجلد من عملية الشيخوخة، ويستعمل بصورة أكبر حاليا كمكمل غذائي للوقاية من العديد من الأمراض.

 

 







مقالات ذات صلة