الإنسان يتسبب بالسرطان لدى الحيوانات البرية...والأمل بالأجيال القادمة
Elissar News
من المؤكد أن بعض الممارسات البشرية تؤدي إلى زيادة في معدلات السرطان في مجتمعاتنا، ومن ضمن هذه التدخين، النظام الغذائي الفقير بالمواد المانعة للتأكسد والغني بالسعرات الحرارية والدهون، التلوث، الإضافات الغذائية في الطعام والمواد الكيميائية في مساحيق ومستحضرات التجميل والنظافة وغيرها. ولكنها يبدو أنها تساهم في ظهور معدلات السرطان لدى الحيوانات البرية وفقا لدراسة حديثة من جامعة أريزونا الحكوميةArizona State University .
أسباب ومسببات
ويعتقد الباحثون من كلية العلوم الحياتية بجامعة ولاية أريزونا بذلك، ويطالبون على وجه السرعة بإجراء بحث في هذا الموضوع، وفي دراسة نُشرت على Nature Ecology & Evolution ، يقول ماثيو جيراودو Mathieu Giraudeau وتول سيب Tuul Sepp، الباحثان ما بعد الدكتوراه في مختبر أستاذ علوم الحياة في جامعة ولاية أريزونا كيفن ماكغرو Kevin McGraw، أن "البشر يغيرون البيئة بطريقة تتسبب بالسرطان لدى الحيوانات البرية".
وأوضح سيب : "نعرف أن بعض الفيروسات يمكن أن تسبب السرطان لدى البشر عن طريق تغيير البيئة التي تعيش فيها، وفي هذه الحالة الخلايا البشرية، لجعلها أكثر ملاءمة لها"، وأضاف: "في الأساس، نحن نفعل الشيء نفسه، فنحن نغير البيئة لتكون أكثر ملاءمة لأنفسنا، في حين أن هذه التغييرات لها تأثير سلبي على العديد من الأنواع على مستويات مختلفة، بما في ذلك احتمال تطور مرض السرطان".
في هذه الدراسة، يشير العالمان مع فريق من الباحثين الدوليين، إلى العديد من المسارات والدراسات العلمية السابقة التي توضح أين تؤثر الأنشطة البشرية بالفعل على الحيوانات، ويشمل ذلك التلوث الكيميائي والفيزيائي في محيطاتنا وممراتنا المائية، والإطلاق العرضي للإشعاع في الغلاف الجوي من المحطات النووية، وتراكم اللدائن الدقيقة في البيئات الأرضية والمائية على السواء. بالإضافة إلى ذلك ، من المعروف أن التعرض لمبيدات الآفات ومبيدات الأعشاب في الأراضي الزراعية، والتلوث الضوئي الصناعي، وفقدان التنوع الجيني، والحيوانات التي تتناول طعام الإنسان، يتسبب بمشاكل صحية عديدة للحيوانات البرية.
تجاهل السرطان لدى الحيوانات البرية
وقال جيرودو:"السرطان في الحيوانات البرية هو موضوع تجاهل تماما، ونحن نريد تحفيز الأبحاث في هذا المجال"، وقال"لقد نشرنا مؤخرا العديد من الأبحاث النظرية حول هذا الموضوع، لكننا هذه المرة، أردنا إبراز حقيقة أن نوعنا (الجنس البشري) يمكن أن يؤثر بقوة على انتشار السرطان في العديد من الأنواع الأخرى على كوكبنا".
وأشار إلى أنه "تم العثور على السرطان في كافة الأنواع حيث بحث العلماء عنه، ومن المعروف أن الأنشطة البشرية تؤثر بشدة على معدل الإصابة بالسرطان عند البشر. لذلك، قد يؤدي هذا التأثير البشري إلى انتشار السرطان في المجموعات البرية مع عواقب إضافية على عمل وفعالية النظام البيئي".
حتى بعض الأشياء مثل الضوء الاصطناعي والتلوث الضوئي، وكذلك استهلاك الغذاء المخصص للبشر، من الأسباب التي تؤثر سلبا على الحيوانات البرية.
وقال سيب: "من المعروف بالفعل في الدراسات البشرية أن السمنة ونقص المغذيات يمكن أن تسبب السرطان، ولكن هذه القضايا تم التغاضي عنها في الغالب في الحيوانات البرية. وفي الوقت نفسه ، هناك المزيد والمزيد من الأنواع البرية على اتصال مع مصادر الغذاء البشرية. ومن المعروف أيضا أن الضوء في الليل يمكن أن يتسبب بتغيرات هرمونية ويؤدي إلى الإصابة بالسرطان، فالحيوانات البرية التي تعيش بالقرب من المدن والطرق تواجه المشكلة نفسها؛ فليس هناك ظلام بعد الآن، على سبيل المثال ، في الطيور وهرموناتها – وخصوصا تلك التي ترتبط بالسرطان لدى البشر- تتأثر بالضوء في الليل، لذا فإن الخطوة التالية ستكون دراسة ما إذا كانت تؤثر أيضا على احتمال تطور الأورام لدى هذه الحيوانات".
وبينما ينادي هؤلاء العلماء على وجه السرعة لإجراء دراسات حول السرطان وأسبابه لدى الحيوانات البرية، فهم يدركون أن هذا ليس موضوعا سهلا للدراسة.
وقال جيرودو: "الخطوة التالية هي بالتأكيد الذهاب إلى الحقل، وقياس معدل الإصابة بالسرطان في المجتمعات البرية". "نحن نحاول الآن تطوير بعض المؤشرات الحيوية biomarkers لنكون قادرين على دراسة ذلك. أعتقد أنه سيكون من المثير للاهتمام قياس انتشار السرطان لدى الحيوانات البرية في البيئات المتأثرة بالأنسان وكذلك في المناطق التي يحافظ عليها لنفس الأنواع".
رسالة إلى الأجيال القادمة
وقال سيب "إذا كان البشر هم السبب في الإصابة بالسرطان في الحيوانات البرية ، فإن العديد من الأنواع قد تكون مهددة أكثر مما يدركه الناس". وأضاف "مع ذلك، هناك سبب لإثارة الأمل".
وتابع سيب: "بالنسبة إلي، فإن أتعس شيء هو أننا نعرف بالفعل ما يجب فعله. يجب ألّا ندمر موائل الحيوانات البرية، وألّا نلوث البيئة، أو أن نطعم الحيوانات البرية طعام البشر"، وقال "الحقيقة أن الجميع يعرف بالفعل ما يجب القيام به، ولكننا لا نفعل ذلك، يجعل الأمر يبدو أكثر ميؤوسا منه" وختم قائلا:"لكنني أرى الأمل في التعليم. أطفالنا يتعلمون الكثير عن قضايا الحفظ أكثر مما تعلمه آباؤنا. لذا ، هناك أمل في أن صناع القرار في المستقبل سيكونون أكثر وعيا بالتأثيرات البشرية على البيئة".
يمكن قراءة الدراسة على الرابط التالي:
https://www.nature.com/articles/s41559-018-0558-7
المصدر: Science Daily