دراسة حديثة... كيفية الوقاية من سرطان الدم لدى الأطفال
خاص Elissar News: قسم الترجمة واللغات
يعتبر سرطان الدم من نوع اللوكيميا الليمفاوية الحادة acute lymphoblastic leukaemia (ALL) من الحالات الأكثر شيوعا لمرض السرطان لدى الأطفال حيث يصيب طفل من بين ألفين، ويزداد في الدول الغنية بنسبة 1 بالمئة سنويا، وقد تمكن الباحث البريطاني من معهد أبحاث السرطان The Institute of Cancer Researchفي لندن ميل غريفز Mel Greaves بعد مراجعة للعديد من الدراسات من تقديم أدلة على أن هذا المرض يمكن الوقاية منه.
وبين البحث أن المنازل النظيفة للغاية، والتي لا يتعرض فيها الطفل لميكروبات الطفولة ويطور مناعة لها، فإن نقص هذه المناعة يؤدي إلى أنه عند إصابة الأطفال حتى بفيروس غير ضار نسبيا مثل الأنفلونزا، فإن نظام المناعة يقوم بتكوين خلايا دم بيضاء مقاومة للعدوى أكثر مما هو مطلوب، ما يسبب سرطان الدم.
وقال غريفز:" "لقد أمضيت أكثر من 40 عاما في البحث حول سرطان الدم في مرحلة الطفولة، وخلال ذلك الوقت كان هناك تقدما هائلا في فهمنا لبيولوجية وعلاج المرض، بحيث يتم شفاء حوالي 90 بالمئة من الحالات"، وأضاف: "وأضاف: "لطالما أدركت أن شيئا كبيرا مفقودًا أو فجوة في معرفتنا، لماذا أو كيف يصاب الأطفال الأصحاء باللوكيميا وما إذا كان هذا السرطان يمكن الوقاية منه".
ويعتبر البحث الجديد أكبر تحليل للمعلومات والدراسات حول هذا المرض، وقد راجع غريفز مجموعة كبيرة من الدراسات لتحديد كيفية وسبب تشكل هذا السرطان، وفي هذه المراجعة، يناقش أيضا كيف يتسبب التغيير الجيني في الرحم في شيء يسمى استنساخ ما قبل اللوكيميا pre-leukaemic clone، ونشرت نتائج دراسته في 21 أيار/مايو 2018، في مجلة Nature Reviews Cancer.
وبعد ذلك، في السنة الأولى من الحياة، يؤدي نقص التعرض للميكروبات إلى توقف جهاز المناعة عن تعلم كيفية التعامل مع التهديدات البيولوجية بشكل صحيح.
وأخيرا، وفي عدد صغير من الحالات، يؤدي التعرض لعدوى شائعة إلى تحور ثاني، مما يؤدي إلى تطور هذا المرض.
وقد وجدت الدراسة أن الكل ناجم جزئيا عن طفرة جينية تؤهب بعض الشباب للمرض. لكن واحد في المائة فقط من الأطفال الذين يولدون بهذا التغيير الجيني يستمرون في الإصابة بالسرطان.
وقال غريفز: "يشير البحث بقوة إلى أن لدى ALL سببا بيولوجيا واضحا، كما ينجم عن مجموعة متنوعة من الإصابات في الأطفال الذين يميلون إلى الاستعداد، والذين لم يتم إعداد أجهزة المناعة لديهم بشكل ملائم".
وأشار غريفز إلى أن "إن هذه الدراسة هي تتويج لعقود من العمل وتجميع لأبحاث عدة، وفي النهاية تقدم تفسيرا ذا مصداقية لكيفية تطور النوع الرئيسي من سرطان الدم في مرحلة الطفولة."
وأضاف "كما انه يهدم بعض الخرافات المستمرة حول أسباب اللوكيميا مثل الادعاءات المدمرة لكن غير المؤكدة بأن المرض يحدث عادة بسبب التعرض للموجات الكهرومغناطيسية او التلوث".
وكان هناك عدد من النقاط التي استخدمها غريفز في مراجعته بما في ذلك الدراسات على الحيوانات التي تظهر أن الحيوانات التي يتم تربيتها في بيئة خالية من الميكروبات تتطور حالات بعضها إلى سرطان الدم عند تعرضها للعدوى.
كما أنه لحظ بعض الدراسات التي تبين أن الأطفال الذين تم إرضاعهم رضاعة طبيعية، أو ارتادوا دور الحضانة، أو كان لديهم أشقاء أكبر سنا، لديهم معدلات أقل في اللوكيميا.
الأهم من ذلك ، يعتقد غريفز أنه مع هذه المعلومات ، يمكننا حتى منع هذا النوع من اللوكيميا من التطور على الإطلاق، وكتب في بحثه "معظم حالات سرطان الطفولة من هذا النوع يمكن الوقاية منها".
ولفت إلى أنه "قد يكون هناك احتمال أكثر واقعية وهو تصميم لقاح وقائي يحاكي التأثير الوقائي للعدوى الطبيعية في مرحلة الطفولة، لتصحيح هذا النقص في المجتمعات الحديثة."
ولكن في كل الأحوال، من المهم ملاحظة أننا ما زلنا بحاجة إلى جمع المزيد من المعلومات حول هذا المرض ، وربما لا تكون هذه المراجعة هي الكلمة الأخيرة في هذا الشأن.
وقال ألاسدير رانكين Alasdair Rankin من جمعيةBloodwise الخيرية في المملكة المتحدة والتي مولت هذا البحث: أظهرت عقود من الأبحاث التي أجراها الأستاذ غريفز أن النوع الأكثر شيوعا من سرطان الدم في مرحلة الطفولة هو على الأرجح بسبب استجابة غير طبيعية للعدوى عند الأطفال المعرضين بالفعل للخطر"، وأضاف:"العلاجات الحالية لسرطان الأطفال في مرحلة الطفولة ليست ناجحة دائما ، وحتى عندما تكون ناجحة، يمكن أن يكون لها آثار جانبية حادة قصيرة وطويلة الأجل، لذا فإن البحث لإيجاد علاجات أكثر لطفا أمر مهم جدا".
وقال: "إذا تمكنا من إيقاف هذا النوع من اللوكيميا من الحدوث في المقام الأول، فسيكون الأمر مثيراً للغاية، ولكن لا يزال هناك الكثير من الأسئلة التي يجب الإجابة عليها في مختبر الأبحاث قبل أن نعرف على وجه اليقين ما إذا كان ذلك سيصبح حقيقة".
وتابع:"نحث الوالدين على عدم الانزعاج من هذه الدراسة، فسرطان الدم في مرحلة الطفولة نادر للغاية ولن يتطور سوى لدى طفل واحد من بين 2000 ". وأضاف: "في حين أن تطوير جهاز مناعة قوي في وقت مبكر من الحياة قد يقلل من المخاطر بشكل طفيف، لا يوجد شيء يمكن القيام به حاليا لمنع سرطان الدم في مرحلة الطفولة"، وختم قائلا: "كما هو ملاحظ في هذه الدراسة ، فإن هناك عوامل أخرى تؤثر على تطوره - بما في ذلك الصدفة".
وقال البروفيسور بول وركمان، وهو الرئيس التنفيذي لمعهد أبحاث السرطان في لندن: "من المثير أن نفكر أنه، في المستقبل، يمكن أن يصبح سرطان الدم في مرحلة الطفولة مرضًا يمكن الوقاية منه نتيجة لهذا البحث". وأضاف: "إن منع الإصابة بسرطان الدم لدى الأطفال سيكون له تأثير كبير على حياة الأطفال وعائلاتهم في المملكة المتحدة وفي كافة أنحاء العالم".
يمكن قراءة الدراسة على هذا الرابط:
https://www.nature.com/articles/s41568-018-0015-6
المصدر: Science Alert، The Telegraph.