حروب المناخ والإرهاب البيئي!

مشاركة


خاص اليسار

Elissar News

أعلن علماء أميركيون خلال الأسبوع الحالي عن تفعيل مجابهة ما يسمى بـ"الإرهابيين البيئيين"، حيث ستقود أنشطتهم إلى عواقب وخيمة على جميع سكان الأرض، بعد أن عاد بعضهم إلى تجميع ثلاثي كلوروفلورميتان، حيث تقوم هذه المادة بتدمير طبقة الأوزون، ومن أجل هذا فقد تم مسبقا إيقاف تركيبها لمنع المزيد من تدمير الغلاف الواقي للأرض، وفقا لموقع "actualnews".

هذا الخبر الذي يعيدنا إلى كتاب صدر عن "دار المعارف" في القاهرة للباحث المصري عبد الفتاح العناني، بعنوان "حروب المناخ... رعب المستقبل"، تناول فيه التطور التكنولوجي الهائل في أسلحة الحروب الحديثة، التي يمكن بواسطتها التحكم في التغيرات المناخية والظواهر الطبيعية، وتوجيهها والتحكم فيها بشكل أدق وأخطر، لإحداث دمار أشمل، وتدمير أعم في المكان والزمان مما كانت تحدثه الأسلحة التقليدية.

يوضح الكتاب أسرار هذه الحروب، ويشرح أبعادها ومدى خطورتها على مستقبل البشرية والأمن والسلام العالميين، وذلك لتوعية المجتمع العالمي بخطورة مثل هذه الأسلحة التكنولوجية الحديثة، كما يلقي المؤلف الضوء على المشكلات التي يمكن أن تتعرض لها سائر الدول العربية وخصوصا مشكلة ندرة المياه.

أسلحة المناخ

يؤكد المؤلف أن أسلحة المناخ عديدة ومتنوعة وتستخدم أحدث التكنولوجيا في العالم، منها مثلا الموجات الكهرومغناطيسية التي قد تحدث مثل هذه الكوارث والأسلحة الالكترونية والطاقة الموجهة التي يمكنها تدمير المنشآت النووية والعسكرية وشبكات الكهرباء والمياه والانترنت والاتصالات الهاتفية والحمولة والأرضية، وقراصنة السحاب، الذين يصطادون السحب ويسرقونها و"يحلبونها" لإسقاط المطر على أراضيهم، وينشرون الجفاف والتصحر والمجاعات ويتلذذون بقتل البشر في البلاد الأخرى، ويستخدمون في ذلك الطائرات وقاذفات الصواريخ التي تقوم بتفجير السحب ورشها ببلورات الثلج الجاف وايوديد الفضة، لاستمطار السحب وإنزال المطر الصناعي، فهناك جفاف كوريا الشمالية حدث بفعل فاعل، وتدمير محصول القمح ومجاعة في روسيا وموريتانيا وزيمبابوي وفيتنام والصين بسبب الجفاف والتصحر، إنها حروب المناخ التي تهدد بمجاعة عالمية، أيضا تجويع الشعوب هو أخطر أسلحة المناخ للإذلال والتسلط والقهر، لان الغذاء عند قوى الشر في عالمنا المعاصر أبشع سلاح سياسي وعسكري يستخدم بلا ضمير لتدمير سيادة وحرية الشعوب. كذلك نشر الأوبئة والأمراض القاتلة من أخطر أسلحة المناخ والكيمتريل هو الرذاذ القاتل الذي يدمر الأخضر واليابس، والليزر السلاح السري للهمينة على العالم، وغير ذلك الكثير من المعلومات عن أسلحة المناخ بين سطور هذا الكتاب.

الجغرافيا المناخية

تميط صفحات الكتاب اللثام عن الكثير من الأسرار في هذا المجال، فقد كشف المؤتمر العلمي الذي عقد في عام 1979 بعنوان "تغيير الجو بيد الإنسان" عن الكثير من الأسرار الخفية لعبث العلماء بمكونات المناخ والتي ترجع إلى أكثر من مئة عام، وخصوصا التسريبات العلمية للدول الكبرى المتقدمة تكنولوجيا والتي تخفي وتحظر كشف أسرار أسلحة تغيير المناخ، بأن هناك إمكانية للتحكم في دوران الأرض، ومدارها ودورتها حول نفسها، وهو ما يعني التحكم في دورات المد والجزر في البحار والمحيطات، والسيطرة على الأمواج ونقلها تدريجيا وجغرافيا إلى هذه المنطقة أو غيرها، أو توجيهها مع حركة دوران الأرض أو عكس الاتجاه. المثير للدهشة أن العالم يبدو أنه اكتشف فجأة أو استيقظ على علم جديد اسمه الجغرافيا المناخية، وهو العلم الذي يدرس الخواص الفيزيائية للكرة الأرضية، ويكشف ما يرتبط بها من ظواهر طبيعية، وتأثير كل هذه الظواهر الطبيعية على حياة البشر، وهو العلم نفسه الذي يؤدي إلى تغيير المناخ بيد الإنسان، والتلاعب بالهندسة المناخية بفعل فاعل، ووقوع ظواهر طبيعية في غير وقتها، وهو ما يقوم به العلماء في الدول الكبرى من تسخير هندسة المناخ لإنتاج أسلحة دمار فائقة الدقة، ويطلقون عليها اسم الأسلحة الجيوفيزيائية، وهي أسلحة عالية التقنية من شأنها إحداث كوارث اصطناعية أرضية أو جوية مدمرة في ارض العدو، تؤدي إلى تدمير المباني والمنشآت وإبادة الجنود دون الاشتباك المباشر معهم.

يشير الكتاب إلى أنه منذ سنوات ليست ببعيدة بدأت قوى الشر في العالم استخدام سلاح المناخ، أحدث واخطر أسلحة الهلاك والدمار في حروب المستقبل، وهو بكل تأكيد اتجاه في غاية الخطورة لا نعرف إن كان في مصلحة البشرية أو الإنسانية أو الأرض التي نعيش ونحيا عليها، ذلك لأن العبث والتلاعب بمكونات المناخ وتغييره بواسطة البشر سيغرق الإنسان والحياة في أعماق مظلمة ومجهولة.

 







مقالات ذات صلة