شركة "آبل" تكافح التغير المناخي بالألومنيوم
تحديث طريقة تصنيعه المتبعة منذ 130 عاما
خاص Elissar News: قسم الترجمة واللغات
أعلنت شركة آبل Apple، الأسبوع الماضي، وتعد أكبر شركة متداولة في البورصة في العالم، عن تعاون كبير مع عدد من الشركات يمكن أن يغير كيفية حصولها وبصورة مستدامة، على أحد المكونات الرئيسية التي تجعل أدواتها المنتشرة في كل مكان تبدو أنيقة للغاية: الألومنيوم.
وإن كان يبدو الأمر، وكأنه بمجرد البحث عن مكوّن أكثر مراعاة للبيئة لأجهزة iPhones وMac، فقد تتسبب هذه الخطوة من عملاق التكنولوجيا، دفع صناعة بأكملها في اتجاه جديد مستدام.
فقد أعلنت شركة Apple عن تعاون في كندا جنبا إلى جنب مع كبرى شركات إنتاج الألومنيوم الأميركية "ألكوا" Alcoa وشركة التعدين المتعددة الجنسيات "ريو تينتو" Rio Tinto لتمويل التكنولوجيا التي كما تقول الشركات، يمكنها إزالة انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون من عملية الصهر التي تتطلب درجة حرارة عالية وتدخل في صناعة الألومنيوم. كما أعلنت "ألكوا" و "ريو تينتو" عن مشروع مشترك يدعى "إليسيس" Elysis لتوسيع نطاق التكنولوجيا وتسويقها، وتستثمر في هذا المشروع الضخم الحكومة الكندية وآبل.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة آبل، تيم كوك Tim Cook : تلتزم آبل بتطوير التقنيات التي تعد مفيدة للكوكب وللمساعدة في حمايته من أجل الأجيال القادمة". وأضاف: "نحن فخورون بأن نكون جزءا من هذا المشروع الجديد الطموح، ونتطلع إلى أن نتمكن في يوم من الأيام من استخدام الألومنيوم المنتج بدون انبعاثات غازات الإحتباس الحراري المباشرة في كافة منتجاتنا".
وقالت هايدي بروك ، وهي الرئيسة التنفيذية لجمعية الألومنيوم، وهي رابطة تجارية صناعية: "إن تقنية Elysis هي تغيير جذري لصناعة الألومنيوم، فالألومنيوم يعد مادة مستدامة بالفعل، بفضل خصائص إعادة التدوير وفوائد مرحلة الاستخدام. ولكن بإزالة الكثير من الانبعاثات في المرحلة الأولى للإنتاج، يمكن أن تلعب هذه التقنية دوراً أكبر في مواجهة تحديات الطاقة العالمية".
فمنذ أكثر من 130 عاما، وعلى الرغم من كون المعدن مستداما لجهة إعادة استعماله في صورته النهائية، فلم تتغير طريقة تصنيع الألومنيوم، وهي "طريقة الصهر" Smelting
وتساهم هذه العملية بـ 1 بالمئة من الإنبعاثات العالمية، وهي كمية لا يستهان بها.
تأتي بعض هذه الانبعاثات من عملية الصهر، حيث يتم وضع خليط أوكسيد الألومنيوم على درجة حرارة عالية للغاية، ثم يتم تشبيك ملح المعدن المصهور بالكهرباء، مع إدخال الأنود الكربوني أيضا في المزيج. فالعملية الكيميائية التي تلي ذلك، والتي يطلق عليها التحليل الكهربائي، لإنتاج ألومنيوم نقي، ولكنها أيضا تطلق كمية من غاز ثاني أوكسيد الكربون الذي يساهم في غازات الدفيئة، حيث أن ذرات الأوكسجين التي تنطلق من أوكسيد الألومنيوم تندمج مع الكربون.
كما تستخدم العملية الكثير من الطاقة بسبب الحرارة والكهرباء المطلوبة، وتستخدم نفس الطريقة تقريباً منذ عام 1886، عندما تم اختراع عملية "هال-هيرولت" Hall–Héroult لصهر الألومنيوم. وهي العملية التي أعطت "ألكوا" بدايتها كشركة ولكنها عملية طالما كان لها آثار كبيرة بإنتاج الكربون.
ويوضح البروفسور دونالد سادواي Donald Sadoway وهو الباحث في علم المواد من "معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا" MIT - Massachusetts Institute of Technology الذي عمل على الألومنيوم من "هذا هو السبب في أن العملية الكلاسيكية ينظر إليها بازدراء من قبل دعاة حماية البيئة، لأنه يتطلب حوالي نصف رطل (حوالي 500 غرام) من الكربون لصنع رطل من الألومنيوم ، ونصف رطل من الكربون يتحول إلى رطل ونصف من ثاني أوكسيد الكربون".
وتمثل انبعاثات صهر الألومنيوم المباشرة حوالي 17 بالمئة من إجمالي ثاني أوكسيد الكربون الذي يُعزى إلى صناعة الألومنيوم، وفقًا لتحليل أجرته جامعة كولومبيا. وتأتي العديد من الانبعاثات الأخرى من إنتاج الألومنيوم من التعدين، والأهم من ذلك كله، من الكهرباء اللازمة لتشغيل عملية الصهر.
وأضاف:"على الرغم من أن شركة ألكوا كانت تملك هذه التقنية لإنتاج الألومنيوم بدون انبعاثات غازات الدفيئة، إلا أنها كانت في مثل هذه الحالة متقاعسة، فيما يتعلق بالربحية التي لم يكن بوسعها تحملها في التحول إلى عملية خالية من ثاني أوكسيد الكربون". وأشار إلى أنه"كما نعرف، لا أحد يدفع ثمنًا للألمنيوم الأخضر".
وقال: "تقدمت آبل بعرض قائلة نحن مستعدون لشراء ألومنيوم يصنع هنا في كندا من أجل هواتفنا وأجهزة الكمبيوتر الخاصة بنا وأيا كان ... إذا تم تصنيع هذا الألومنيوم بطريقة مستدامة"، وأضاف "لذا ، يجلس هذان المنافسان ليقولان، دعنا نتوصل إلى اتفاق. كان أمرا رائعا."
فكل جهاز آيفون 8 يحتوي على 11 غرام من الألومنيوم ، وفقا لشركة آبل ، في حين أن جهاز ماك بوك 12 بوصة يحتوي على 353 غرام. لطالما سعت آبل إلى تشغيل عملياتها بالطاقة المتجددة وخفض التأثير البيئي للمواد التي تستخدمها، وبالتأكيد تستخدم الشركة قدرًا كبيرًا من الألومنيوم.
وتستثمر الحكومة الكندية وحكومة كيبيك في الشراكة، وتساهم آبل أيضًا في تمويلها. إذا تم تصنيع الألومنيوم في كندا ، فيمكن توليد الكهرباء المستخدمة في العملية من خلال الطاقة الكهرومائية ، ما يؤدي إلى التخلص من انبعاثات غازات الدفيئة وكذلك الانبعاثات المباشرة من عملية الصهر.
وتوجد التكنولوجيا الجديدة في مشروع تجريبي في بيتسبيرج تديره شركة ألكوا، حيث يستثمر المشروع المشترك أكثر من 40 مليون دولار على أمل توسيع نطاقه، بحيث تصبح التكنولوجيا منتشرة على نطاق واسع في إنتاج الألومنيوم الصناعي.
عن "الواشنطن بوست" بتصرف