خاص Elissar News: قسم الترجمة واللغات

       يتابع العديد من الأشخاص برامجا غذائية قاسية لخسارة الوزن، وقد يفرحون بما آلت إليه الأمور من جسد ممشوق ونشاط متزايد، فبعد إصلاح النظام الغذائي، وزيادة التمارين، وإدارة الإجهاد والتوتر، والعمل الجاد على إنقاص الوزن ، فقد يشعر الشخص بأن الوصول إلى الهدف بإنقاص الوزن هو بمثابة عبور خط النهاية، وأن العمل الشاق قد انتهى، ويمكن له أن يستقر في جسمه الجديد. إلا أن المعضلة تأتي بعد هذا الأمر، فقد تبين أن فقدان الوزن هو نصف المعركة فقط، فالعمل الحقيقي يأتي لإبقاء الوزن الزائد بعيدا.

       وقال الدكتور إدواردو غرونفالد Eduardo Grunvald ، وهو مدير البرامج في برنامج إدارة الوزن Weight Loss Programs and Weight Management

في جامعة كاليفورنيا في سان دييغو UC San Diego، لـ موقع "بوب شوغار"  POPSUGAR أن "الإنتقال من وضع إنقاص الوزن إلى وضع المحافظة على الوزن يتطلب بذل المزيد من الجهد". وتابع قائلا: "إذا كنت في هذا الوزن الزائد لفترة طويلة، فإن جسمك سوف يحاول وبطرق متعددة إعادة الوزن إلى سابق عهده".

أولا: إبطاء الأيض

يوضح غرونفلد أن "إحدى الأشياء التي يقوم بها الجسم للعودة إلى سابق عهده، هي إبطاء عملية التمثيل الغذائي (الأيض)، فمع فقدان الوزن ، يتباطأ الأيض للحفاظ على مخازن الطاقة"، وأضاف "تم تحديد هذه العملية خلال دراسة برنامج الخاسر الأكبر التي نشرت في مجلة Obesity في عام 2016، فقد وجد الباحثون أن جميع المتسابقين السابقين الأربعة عشر الذين كانوا مشاركين في البرنامج، باستثناء واحد منهم استعادوا الوزن الذي فقدوه ؛ وجدوا أيضا أن عملية التمثيل الغذائي لداني كاهيل الفائز بالموسم الثامن قد تباطأ بشكل ملحوظ. حتى عندما اكتسبوا الوزن مرة أخرى ، بقي التمثيل الغذاي للمتسابقين بطيئا".

وأشار إلى أنه "على الرغم من اعتيادنا على الحصول على الطعام بسهولة، فجيناتنا لا تزال هي الجينات نفسها التي عاشها البشر عندما كانوا يعيشون في فترة ندرة الغذاء، وكانوا أحيانًا يمضون أياما بدون طعام، وعندما ينخفض ​​وزن الجسم، يتباطأ الأيض أيضا". وقال "بشكل أساسي، أجسادنا تبطئ عملية التمثيل الغذائي لمنع الموت جوعا".

ثانيا: تغير الهرمونات

وقال غرونفلد "عندما تفقد الوزن ، فإن الكثير من الهرمونات تتحول بحيث تخبر عقلك أن تستهلك المزيد من السعرات الحرارية"، ويوضح: "من هذه الهرمونات التي تتأثر كثيرا هرمون الليبتين ، وهو الهرمون الشيطاني الذي يثبط الشهية، وعندما تفقد الوزن، تنخفض مستويات الليبتين ، ما يعني أن جسمك لا ينبه بسهولة إلى أنه أحس بالإمتلاء، أو الشبع".

ولفت إلى أن "هذا ليس ما يجعلك جائعًا فحسب، ولكنه أيضًا يغير طريقة امتصاص الطعام". وقال "يبدو مذاق الأطعمة أفضل بكثير بعد فقدان الوزن عما كان عليه من قبل". "إنها مجرد طريقة الدماغ التي تجعلك تستهلك المزيد من السعرات الحرارية لاستعادة هذا الوزن".

ثالثا: العودة إلى طرقك القديمة

بالإضافة إلى الاستجابات الجسدية التي تحدث عند إنقاص الوزن، مثل تباطؤ عملية الأيض وتغيير الهرمونات، فإن البيئة والسلوكيات الخاصة بالفرد يمكن أن تؤدي أيضًا إلى استعادة الوزن. فإذا عدت إلى طريقة عيشك قبل أن تفقد الوزن، فسوف تنزلق حتما إلى العادات القديمة وتستعيده. وقال غرونفلد "من المهم أن تتذكر أنه على الرغم من أنك فقدت وزنك، فإن عملك الصعب لم يتم؛ بدلاً من ذلك، يتطلب الحفاظ على فقدان الوزن جهدًا دائما".

وفي الواقع، قد تضطر إلى العمل بجدية أكبر للحفاظ على إنقاص الوزن أكثر مما كنت تعمل عندما خسرت الوزن في البداية. وفي تقييم السجل الوطني للتحكم بالوزن  National Weight Control Registry، وقاعدة بيانات للأشخاص الذين فقدوا 30 رطلاً أو أكثر واحتفظوا بها لمدة سنة على الأقل، لاحظ الباحثون أن معظم المرضى مارسوا الرياضة أكثر خلال مرحلة المحافظة على الوزن مقارنةً مع ما كانوا يفعلون أثناء فقدانه. وقال الدكتور غرونفالد "هذا لا يعني أن عليك الذهاب إلى الرياضي لمدة ساعتين أو أن تضطر إلى المشاركة في ماراثون". وأضاف:"هذا يعني أنه عليك أن تمشي لمدة نصف ساعة إضافية، أو ساعة إضافية في اليوم فقط للحفاظ على الوزن".

رابعا: كيفية منع استعادة الوزن

مع العلم أنه يتطلب من الفرد جهدا مستمرا للحفاظ على فقدان الوزن ، يمكنك تسليح نفسك بالأدوات المناسبة للحفاظ على الوزن للأبد. قال الدكتور غرونفالد إن "العامل الأكثر أهمية هو أن يكون هناك بيئة إيجابية حولك ونظام دعم مستمر، سواء كان ذلك برنامجاً لإنقاص الوزن، أخصائي تغذية، أو طبيب علاج بدانة أو عيادة خاصة للمتابعة".

وتابع "كما يتطلب أيضا الحفاظ على عادات تتبع طعامك ووزن نفسك، لا سيما إذا استخدمت هذه الأدوات لفقدان الوزن في المقام الأول". واقترح "تخطيط وجبات الطعام الخاصة بك في وقت مسبق، والحد من عدد الوجبات التي تتناولها، وزيادة النشاط البدني للحفاظ على فقدان الوزن".