ما هي المورينغا... وهل هي غذاء خارق؟

مشاركة


صحة وجمال

خاص Elissar News

مع تقدم العلوم والمعارف، وانتشار وسائل التواصل الإجتماعي، أصبحت المعلومات والأخبار تنتقل عبر العالم تصل بصورة سريعة، وإن كانت غير دقيقة في معظم الأحيان، وقد أصبح من التقاليد الحديثة أن تشيع أخبار عن "أغذية خارقة" وغامضة للكثيرين، ما يثير فضول المستهلك، فيتهافِت الناس لشرائها بصورة جنونية خصوصا مع فنون التسويق والترويج الجاذبة، وبذلك يرتفع الطلب، وترتفع بالتالي أسعار هذه المنتجات، وهو ما يحقق أرباحا هائلة للشركات، ومن هذه الأمثلة للأغذية الخارقة بذور "الكينوا" Quonoa والشيا Chia Seeds ومؤخرا المورينغا Moringa، وبهدف نقل المعلومات بصورة موضوعية، أجرى موقعنا Elissar News بحثا مستفيضا حول هذه النبتة، شاملا الفوائد والإستعمالات وهل هي حقا غذاء خارق ودواء شاف للكثير من الأمراض؟

المورينغا

المورينغا تنتمي لعائلة Moringacea، والنوع الأكثر استهلاكا اسمه العلمي Moringa oleifera، وتسمى أيضا "شجرة فجل الحصان" horseradish tree وذلك لأن مذاق الجذور يشبه مذاق فجل الحصان وهو أحد البهارات الهامة في العالم والمكون الرئيسي في مادة الواسابي المستخدمة في المأكولات اليابانية كونه أكثر اقتصادية من نبتة الواسابي النادرة، وشجرة "المضرب" drumstick tree لاحتوائها على قرون تشبه المضارب وشجرة "البنززيتون" benzolive tree بسبب استخراج زيت من بذورها، قد يستعمل هذا الزيت كبديل في انتاج الطاقة. وهذا النوع من المورينغا هو الوحيد الذي يتم زراعته للإستهلاك من قبل الناس، وموطن النبتة الأصلي سفوح جبال الهيمالايا، ولكنها تزرع على نطاق واسع في كافة أنحاء الهند وجنوب شرق آسيا وشرق إفريقيا أيضا. والنبتة صالحة كلها للأكل، من الجذور إلى اللحاء، وهي سريعة النمو وتتحمل الجفاف، بذورها يمكن استعمالها لتنقية المياه القذرة بصورة مستدامة، وهي مورد قيم في العديد من المناطق لذا أسمتها "منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة" FAO محصول الشهر في كانون الثاني/ يناير الماضي.

آراء ودراسات

وعلى ما يبدو، فهذه أخبار جيدة للجميع، وقد وصفت مجلة "تايم" Time magazine المورينغا بأنها "الكينوا التالية"، بينما أشار موقع هافينغتون بوست the Huffington Post إلى أنها "على وشك أن تؤثر بصورة كبيرة على العالم، ويجب أن نعرف عنها"، إلا أن بعض المزاعم مثل تأكيد "خبيرة التغذية والتجميل" كيمبرلي سنايدر Kimberly Snyder أنها "تحتوي على ضعفي بروتين السبانخ وثلاثة أضعاف كمية الحديد"، فإنه يجب التعامل معها بدرجة من الحذر، فعلى الرغم من أن أوراق المورينغا تحتوي بالفعل على مستويات عالية من الحديد، فقد كشفت دراسة نشرت في مجلة "اتحاد الجمعيات الأميركية لعلم الأحياء التجريبي" the journal of the Federation of American Societies for Experimental Biology في العام الماضي، أن توافر المواد المغذية البيولوجي bioavailability (أي الكمية التي تدخل الدورة الدموية للجسم) "منخفض للغاية"، وفي الواقع ، يبدو أن محتوى حمض الفايتك الخاص بهذه النبتة يمنع بشدة امتصاص الحديد الموجود في مكونات أخرى من النظام الغذائي. ومع ذلك ، فإن نفس المجلة نشرت أدلة واعدة أكثر على الصفات المضادة للالتهابات في مستخلص المورينغا، وتشير الدراسات الأولية إلى أنها قد تكون أكثر قوة من الكركم turmeric الذي تصدر الأنباء في العام الماضي، كما تحتوي المورينغا على المجموعة الكاملة من الأحماض الأمينية التسعة الأساسية التي تكون عادةً متوافرة فقط في المصادر الحيوانية. كما أن محتواها بالفيتامين والمعادن ملحوظ على حدّ سواء، مع مستويات عالية من الفيتامينات A، وB، وC، وD، وE، وK، ومعادن الحديد، والزنك، والسلينيوم، والكالسيوم، والبوتاسيوم، والصوديوم، والفوسفور، والماغنيزيوم، والنحاس، والكروميوم، والكلورايد. وتحتوي فملعقة واحدة كبيرة من مسحوق نبات المورينغا على 2 غرام من البروتين، و110 بالمئة من الجرعة اليومية الموصى بها للفيتامين A، و16بالمئة للكالسيوم، و28 بالمئة للفيتامين E، و85 بالمئة للفيتامين B2، و48 بالمئة للفيتامين C، و10 بالمئة من الحديد. ولكن مع سعر الكيلو من المسحوق الجاف بـ 40 جنيهاً إسترلينياً في المملكة المتحدة، وربما أكثر في بلادنا، فإنه من الصعب التوصية بها في الوقت الحالي التوصية باستهلاكها مقابل سلة من الأطعمة الطازجة بعشر هذا السعر وأقل.

المورينغا والكولسترول والحديد

والنبتة مهمة خصوصا في البلدان النامية كونها منجما من المغذيات، وقد استعملت لمكافحة سوء التغذية فيها، وتحتوي العديد من مضادات الأكسدة، وفي دراسة أجريت في العام 2007 على الفئران، وجد أنه بعد إعطاء الحيوانات وجبات ينقصها الحديد، فإن مستويات الكولسترول قد انخفضت إلا أنها ظلت تعاني من نقص في الحديد، وليس ثمة دراسات مقابلة على البشر، للتأكد من فائدة هذه النبتة في علاج فقر الدم كما يزعم الكثيرون.

المورينغا والطاقة

وهناك مزاعم أنها تعزز الطاقة، على الرغم من عدم احتوائها على مادة الكافيين الموجودة في الشاي والقهوة، ولكن قد يكون السبب أنها ترفع مستويات هرمونات الغدة الدرقية، وهناك نوعان من هذا الهرمون T3 وهو هرمون الغدة الدرقية النشط وعادة ما يتناول مرضى الغدة الدرقية الهرمون المصنع T4 والذي يتحول بدوره إلى T3 النشط، ووجدت دراسة في العام 2000 أن الفئران الإناث استفادت من تغذيتها بمسحوق المورينغا لمدة عشرة أيام، بأن ارتفع مستوى T4 بالمقابل انخفض مستوى T3والمثير للدهشة أن الفئران الذكور لم تتأثر! بالإضافة إلى ذلك فإن كمية المورينغا المستعملة تعادل 15 غراما لدى البشر، فهل يمكن لكميات أقل أن تعطي أثرا إيجابيا، وهل تؤثر على الإناث فقط؟ وهذه أسئلة تتطلب دراسات معمقة للإجابة عليها.

المورينغا وخسارة الوزن

أشارت دراستان منفصلتين أولها في العام 2012 إلى أن مستخلص من أوراق المورينغا وأعشاب أخرى تساعد في مجال خسارة الوزن، وتمحورت هذه الدراسة حول مادة تسمى Adipromin على 25 شخصا لديه زيادة وزن، ولم يتم التأكيد أن المورينغا ساهمت بفقدان الوزن نفسها، أو مجموعة الأعشاب كلها، كما أن كمية الوزن المفقود كانت قليلة. أما الدراسة الثانية، في العام 2016، فقد درست إمكانية خلاصة من بذور المورينغا مع أعشاب أخرى وتم تسجيل خسارة وزن، إلا أنه لم يتم التأكيد أن المورينغا هي السبب أيضا.

المورينغا والألم

أشارت دراستان أولهما في العام 2011 إلى أن مادة في خلاصة من بذور المورينغا تمكنت من تخفيف الألم والإلتهابات، ولم يتم ذكر اسم هذه المادة، ولفتت دراسة أخرى في نفس العام أيضا إلى أن المورينغا تخفف من الألم للفئران المصابة بداء المفاصل.

المورينغا ومرض السرطان

تماما كما في الدراسات السابقة، فمعظم الدراسات قد أجريت على الفئران، ولم يتم إثبات نتائجها لدى البشر، أو كمية المورينغا المطلوبة، وقد ساهم مستخلص من المادة بعلاج أنواع من السرطان وهي سرطان المبيض وسرطان الرئة وسرطان البنكرياس سرطان الثدي وسرطان الجلد. وعلى الرغم من أن استعمال أوراق النبتة أكثر شيوعا ، فقد أشارت دراسة إلى أن مستخلص جذور المورينغا كان فعالًا في قتل حوالي 80 بالمئة من سرطان الكبد وسرطان القولون وخلايا سرطان الثدي. كما لم توجد دراسات تؤكد فائدة المورينغا في علاج السكري، وإن كان محتواها من مضادات الأكسدة قد يساعد هذه الحالة وحالات أخرى مثل الربو الذي اثبت فعاليتها في تحسين أعراضه لدى البشر، كما يفضل عدم تناولها قبل العمليات الجراحية بأسبوعين كونها تؤثر على تميع الدم، بالإضافة إلى أنه على النساء الحوامل والمرضّعات ومرضى الكلى الحذر من استخدام المورينغا بعدما تبين أنها تؤدي إلى تقلصات في الرحم وقد تزيد خطر الإجهاض، وتشكل ضغطاً على الكلى بسبب غناها بالبوتاسيوم والكالسيوم والبروتينات، وعلى الرغم من أنها تزيد من إدرار حليب الرضاعة ولكن بما أنه لم يثبت تأثيرها في الأطفال يُفضّل عدم تناولها خلال هذه المرحلة.

 

المصادر: The Guardian، Science Daily وغيرها.

 







مقالات ذات صلة