سفن صديقة للبيئة... هل تقلل الإنبعاثات وتحمي المناخ؟

مشاركة


خاص اليسار
خاص: Elissar News في غمرة الحديث عن ظاهرة الاحترار العالمي والتلوث، وما ينجم عنهما من كوارث وأخطار، غالبا ما يتبادر إلى الذهن الانبعاثات الناجمة فقط عن استخدام الفحم وصناعة النفط وقطاع النقل البري، ونغفل دون أن نعلم قطاعات أخرى أكثر تلويثا وتهديدا وتدميرا للنظم البيئية، خصوصا وأنها تشكل نسبة كبيرة من الانبعاثات المسببة لظاهرة الدفيئة، وتاليا تغير المناخ. ونادرا ما يُسلط الضوء على قطاع النقل البحري، كملوث أساس للبحار والمحيطات، وما أثار اهتمامنا في هذا المجال، انطلاق مشروع أوروبي للأبحاث يهدف إلى تطوير سفن أقل تلويثا للبيئة بسائر مكوناتها، ويعتبر خطوة في طريق مواجهة تغير المناخ؟ 60 ألف حالة وفاة في العالم قبل الإطلال على هذا المشروع، لا بد من الإشارة إلى التكاليف البشرية والبيئية لقطاع النقل البحري، ذلك أن "زيت الوقود البحري ذو الدرجة الحرارية المنخفضة يحتوي على كمية كبريت تعادل 3,500 ضعف كمية الكبريت الموجودة في الديزل البري"، وفق دورية "نايتشر" Nature العلمية، فضلا عن أن السفن الكبيرة تلوث الهواء في الموانئ المحورية، وهو ما يمثل نسبة ثلث إلى نصف الملوثات المحمولة جوا في هونغ كونغ. وتتسبب الجسيمات المنبعثة من السفن في حدوث حالات وفاة، يقدر عددها سنويا بـ60 ألف حالة وفاة في جميع أنحاء العالم، وذلك نتيجة الإصابة بأنواع من السرطان، فيما يؤدي توسيع الموانئ - بهدف استيعاب السفن الضخمة - إلى تدمير النظم البيئية الساحلية، إضافة إلى أن أساطيل السفن الصغيرة التي عفا عليها الزمن تلوث البحار، والتربة، وتدمر صحة العمال في الدول النامية على وجه الخصوص، وفقا للمصدر عينه. جيل جديد من السفن من هنا، استأثرت سفينة صممت خصيصا لتقليل انبعاثات غاز ثاني أوكسيد الكربون بنسبة 25 بالمئة، مع إنتفاء تلويثها للبيئة بمواد مثل الكبريت وأوكسيد النيتروجين، بالاهتمام كإنجاز فريد، وسابقة علمية قد تغير النظرة التقليدية إلى قطاع النقل البحري رأسا على عقِب. هذه السفينة جاءت في سياق مشروع انطلق في حوض جليدي في مدينة هامبورغ الألمانية، ففي أجواء جليدية، يقوم الباحثون باختباراتهم في حوض كبير ذي المياه المالحة، وقد أرادوا أن تكون الظروف المناخية لهذا الحوض مشابهة لتلك الموجودة في القطب الشمالي، وأولى اختباراتهم هي قياس كثافة طبقة الجليد الذي يتشكل. مهندس السفن كانتين هيزيت يشرح لـ "يورونيوز" euronews.com كيفية إجراء هذه الاختبارات، قائلا: "كل اختبار يعني مئتي قياس، نقيس كثافة الصفحة الجليدية في مئتي مكان مختلف من الحوض، فسماكة الجليد ليست متشابهة فيه، وهذا ما نجده في القطب الشمالي، لذلك يجب الحصول على نسبة جيدة من سماكة للجليد والقيام باختبارات طويلة كي تأتي نتائج المقاييس دقيقة". وفي غورينشيم بهولندا، جيل جديد من السفن يتم تصميمه، وقد وضع المهندسون تصورا لزورق سحْبٍ قطر له نظام دفع عكسي وهيكل جديد ويمكنه اجراء مناورات أكثر، وبسرعة كبيرة في الموانئ المكتظة بالسفن. التوفير في الوقود روبيرت فان كوبيرين مهندس ميكانيكي قال لـ "يورونيوز" euronews.com: "السفن الكبيرة تدخل موانئنا، لذا يجب أن تكون زوارق السحب أكثر قوة، لكن المكان صغير كي تقوم بمناواراتها، لذلك هذا التصميم الجديد الموضوع سيسمح لنا تسهيل المناورات". المرحلة التالية هي تصنيع زورق يعمل على الغاز الطبيعي المضغوط. يرى العلماء فيه قدرة تنافسية في الاسواق. مهندس السفن ريمكو فان فوغت يرى ان "التنافس يكمن في إدخار المال كي تحتل هذه السفينة الجديدة مركزا لها في الاسواق"، ويضيف: "لتكون منافسا، عليك إدخار المال، عبر التوفير في الوقود مثلا. وأيضا عليك تقليص الانبعاثات في الموانئ فهذه مشكلة كبيرة، السفن السياحية وسفن التجريف والعبارات، يتم تطوير أنظمة هجينة لمحركاتها، ولاتباع السوق علينا أن نكون جزءا منها". تجدر الإشارة إلى أنه خلال أقل من خمس سنوات، يأمل الباحثون تسويق بعض ابتكاراتهم.






مقالات ذات صلة